فقد أراد أن يكنّي عن النزاهة والعفة فوقع بما يعتبر شرا من الفجور، وهو قوله «عما في سراويلاتها». وقد أخذ الشريف الرضي هذا المعنى فأبرزه في أجمل صورة، وأعفّ لفظ وأشرفه حيث قال:

أحن إلى ما تضمر الخمر والحلا وأصدف عما في ضمان المآزر
والشريف وقع في الخطأ:
على أن الشريف الرضي لم يسلم من الخطأ أيضا فقد نظم قصيدة يعزّي بها أبا سعد علي بن محمد بن أبي خلف عن وفاة أخيه وهو:
إن لم تكن نصلا فغمد نصال غالته أحداث الزمان بغول
وفي هذا من سوء الكناية مالا يخفى، فإن الوهم يسبق الى ما يقبح ذكره. والواقع أن الشريف الرضي أراد أن يرمق سماء الفرزدق في أبيات ثلاثة قالها وقد ماتت جارية له وهي حبلى وهي:
وجفن سلاح قد رزئت فلم أنح عليه ولم أبعث إليه البواكيا
وفي جوفه من دارم ذو حفيظة لو أن المنايا أمهلته لياليا
ولكن رأيت الدهر يعثر بالفتى ولا يستطيع ردّ ما كان جائيا
وهذا حسن في معناه بديع في صياغته، فجاء الشريف، على سموّ ذوقه ورهافة حسه، وسقط هذه السقطة في أخذ كنايته.
الفوائد:
نرى من المفيد أن نورد وجوها، منها ما أورده أبو حيان في


الصفحة التالية
Icon