يخاطب مسدوحه أو معشوقه أو أي مخاطب كان بما يكره ويتطيّر به كما فعل جرير عند ما استهل قصيدة مدح بها عبد الملك بن مروان:
أتصحو أم فؤادك غير صاح | عشيّة هم صحبك بالرّواح |
فقال له عبد الملك: ويلك! ما لك ولهذا السؤال يا ابن الفاعلة! وكما تورط أبو الطيب المتنبي نفسه متعمدا في مديح كافور:
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا | وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا |
ومن القصائد البديعة التي تغلغل التجريد الى أبياتها قصيدة الصمة بن عبد الله في صاحبته ريا، ونوردها كاملة ففيها لعشاق الأدب سلوى وتأساء:
حننت إلى ريا ونفسك باعدت | مزارك من ريا وشعباكما معا |
فما حسن أن تأتي الأمر طائعا | وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا |
فقا ودعا نجدا ومن حلّ بالحمى | وقل لنجد عندنا أن يودّعا |
بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربا | وما أحسن المصطاف والمتربّعا |
الصفحة التالية