وفي كتاب الروضة لأبي العباس المبرد، وهو كتاب جمعه واختار فيه أشعار شعراء بدأ فيه بأبي نواس ثم بمن كان في زمانه فقال مما أورده من شعره: وله معنى لم يسبق اليه بإجماع وهو قوله:
تدار علينا الراح في عسجدية | حبتها بأنواع التصاوير فارس |
قرارتها كسرى وفي جنباتها | مها تدّريها بالقسيّ الفوارس |
فللراح ما زرت عليه جيوبها | وللماء ما دارت عليه القلانس |
وثانيهما: المعاني التي تستخرج من غير شاهد حال متصورة فانها أصعب منالا مما يستخرج بشاهد الحال وقد قيل: إن أبا تمام أكثر الشعراء المتأخرين ابتداعا للمعاني وقد عدت معانيه المبتدعة فوجدت ما يزيد على عشرين معنى:
فمن ذلك قوله:
يا أيها الملك النائي برؤيته | وجوده لمراعي جوده كثب |
ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا | إن السماء ترجّى حين تحتجب |