الإنسان مركوزا على هذه السجية فلا يبعد مثل هذا مع النبي صلى الله عليه وسلم. ووصينا فعل وفاعل والإنسان مفعول به وبوالديه متعلقان بوصّينا وإحسانا مصدر منصوب بفعل محذوف أي وصّيناه أن يحسن إليهما إحسانا وقيل هو مفعول به على تضمين وصينا معنى ألزمنا فيكون مفعولا ثانيا وقيل بل هو منصوب على أنه مفعول من أجله أي وصيناه بهما إحسانا منّا إليهما وقرئ حسنا وإعرابه كما تقدم (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) الجملة لا محل لها لأنها تعليلية للوصية المذكور وحملته أمه فعل ماض ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر وكرها بضم الكاف وفتحها وقد قرئ بهما وهو منصوب على الحال من الفاعل أي ذات كره ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي حملا كرها ووضعته كرها عطف على ما تقدم (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) الواو حالية وحمله مبتدأ وفصاله عطف على حمله وثلاثون خبر وشهرا تمييز (حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) حتى حرف غاية وجر أي وعاش إلى أن بلغ أشدّه وإذا ظرف مستقبل وجملة بلغ أشده في محل جر بإضافة الظرف إليها وبلغ عطف على بلغ الأولى وأربعين مفعول به وسنة تمييز ولا بدّ من تقدير مضاف أي تمام أربعين (قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ) جملة قال لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم ورب منادى مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة وقد تقدم تقريره وأوزعني فعل أمر للدعاء وأن وما في حيزها في محل نصب مفعول أوزعني ونعمتك مفعول أشكر والتي صفة نعمتك وجملة أنعمت عليّ صلة وأن أعمل عطف على أن أشكر وصالحا مفعول به أو صفة لمصدر محذوف وجملة ترضاه صفة لعملا (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وأصلح عطف على أوزعني ولي متعلقان بأصلح وفي ذريتي متعلقان بمحذوف حال وعبارة الزمخشري: «فإن قلت ما معنى وأصلح لي في ذريتي؟


الصفحة التالية
Icon