…وقيل: إن هذا المدَّ يمدُّ أقل من المد الذي سببه الهمز.
…ذكره أبوالحسن السعيدي في رسالته "التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ص٣٣.
…وذكره أبوالحسن السَّخاوي في قصيدته المُسمَّاة "عمدة المفيد وعدة المُجيد في معرفة التجويد".
والمدُّ من قبل المُسكَّن دون ما … قَد مُدَّ للهمزات باستيقان(١٢٤)
قال ابن الطحَّان الأندلسي في الإنباء في تجويد القرآن ص٦٣: "الموجب للمد أحد ثلاثة أشياء: همز سالم، وشد، وسكون لازم، أصل أجمع عليه القراء، وأحكمه العرض المتصل، والإقراء" اهـ.
والصواب في هذا والله أعلم أن هذا المد كغيره من أحكام القراءة لا تُؤخذ إلا بالتلقي والمشافهة، وهذا المد أعني المد اللازم لا بُد من تمكينه وإشباعه، هكذا تلقاهُ الأئمة عن مشايخهم، كما أشار إلى ذلك أبوعمرو الداني(١٢٥)، وذكر ابن الجزري أنه قولُ المُحققين(١٢٦).
وقالهُ الإمام الشاطبي في لاميته:
وعن كلهم بالمد ما قبل ساكن وعند سكون الوقف وجهان أُصِّلا(١٢٧).
قال الإمام الجعبريُّ في كنز المعاني: "اتفق السبعة على زيادة حرف المد قبل الساكن اللازم مطلقاً زيادة متساوية حاجزة بين الساكنين، ومن ثم سُمي مدُّ العدل ومدُّ الحجز" اهـ(١٢٨).
قلت: إن تمكين المد توسطه وقصره إنما مرجعه إلى التقريب والمشافهة من أفواه المشايخ المتقنين لا على التحديد والتقدير الغير منضبط قال أبوعمرو الداني: "وكل واحد من القراء في هذا الضرب في إشباع زيادة التمكين على حال مذهبه في تحقيقه القراءة وحدْرها، وذلك من غير إسرافٍ ولا تقدير يُعرف به، وإنما هو على التقريب، ولا يوقف على ذلك ولا يُعرف إلا بالمشافهة" اهـ(١٢٩).
- يُراعى هنا تشديد اللام فلا تُخفَّف ولا يُضغط عليها مبالغة في تشديدها كما يفعله بعض القراء.
- تُمدُّ الياء مداً عارضاً عند الوقف عليها وفيها القصر والتوسط والإشباع، تقدم مثلُهُ ص٢٧.
ويُمنع خروج صوت عند الوقوف على النون كما تقدم في "العالمين" ص٣١.


الصفحة التالية
Icon