ولا يخفى على المتتبع، أنَّ :[ الفساد ] عند الحنفيَّةِ في المعاملات يختلف عن البطلان، فهو بين الصحة والبطلان، وله أحكامه الخاصَّة عندهم. وإن تساوى حكمه في العبادات عندهم.
وذهب الظاهريَّة إلى : إنَّه لا يُقضى بها، وإن استُحِبَّ الوفاء.
×××××××
والجَعالةُ ـ بالفتح والضم ـ في اللغة هي :
ما يُجعل على العمل من أجرٍ، أو رشوة.
وفي الشرع هي : التزام عوضِ معلوم، على عمل معيَّن(١).
ويكون الالتزام بمال معلوم، نظير عملٍ معيَّنٍ معلوم.. وإن
لا بسته جهالة، وقد يكون الإيجاب موَّجهاً لشخصٍ معلوم، أو لشخصٍ غير معلوم.
وصورتها :
أن يقول شخصٌ لآخر : إن فعلت كذا فلك كذا.
وقد تكون لغير معين، فيقول : مَنْ فعل كذا فله كذا.
وتستعمل أيضاّ :
لتنشيط المجالات التي يُراد لها الازدهار والانتشار، كالإعلان عن إعطاء الأوائل في امتحانات اختصاصات معيَّنة، جوائزّ ومكافئاتٍ من أجل أن يتوجه الطلاب الى ذلك الاختصاص، أو التبريز فيه.
وما زال هذا أُسلوباً شائعاً لحضِّ الناس للقبض على المجرمين الهاربين.
أو: الإخبار عن الأموال المهرَّبة.
أو: لأجل الإخبار عن فاعلٍ لأمرٍ محظورٍ، ولكن لم يُعرف بعدُ شخصُهُ.
وهذا عين ما استعملها [ يوسُفُ ] فيه !.
وما ذكرناه يأخذ به دليلاً الذين يُجيزون الأخذ : بشرع مَنْ قبلنا إذا ذُكر في قُرآننا، ولم يشهد عليه نصٌ بالإلغاء.
********
وفي القانون المدني العراقي، فقد ورد كلُّ ما تقدَّم فيه، ففي :
[ المادة / ١٨٥ ـ
١. من وعد بجُعلٍ يعُطيهٍ لمن يقوم بعملٍ معيَّن، أُلزم بإعطاء الجُعل لمن قام بهذا العمل، حتَّى لو قام به دون نظرٍ إلى وعدٍ.
٢. وإذا لم يُحدد الواعد أجلاً للقيام بالعمل، جاز له الرجوع في وعده، على ألاَّ يؤثر ذلك في حقِّ من قام بالعمل قبل الرجوع في الوعد.

(١) القاموس الفقهي / ٦٣.


الصفحة التالية
Icon