وإنِّي لأنصحُ كلَّ مسلمٍ بلغ مرحلة [ التخريج ] في مذهبه الفقهي، ومنحاه الاستنباطي، أن يّطلق على نفسه هذا اللقب، فهو أجدر به وأولى. وغيرُ خافٍ أنّ هذه المرتبة أعلى مِن سابقتها :
[ ومَنْ حازَ الأعلى فقد حازَ الأدنى ].
وهذا أمرٌ :
[ لا يَنْتَطِحُ فيه عنزان ] !
وليعلم المتواضعون أنَّ تواضعَهُم، هو الذي جرَّهم لمثلِ هذا، ونسوا : أنَّ التبختر مكروهٌ، إلاَّ ما كان بين الصفين !!. وأعود إلى الفريق الثالث ممن سمع المحاضرة، المدَّعين بأن هذا أمرٌ لم يقل به أحدٌ من قبل... فأقول لهم :
إنّكم - والله - لقد تناقضتم مع أنفسِكم. فإن كررنا، وأعدنا ما قالهُ الأقدمون فقط... قلتم : ليس في البحث الإسلامي جديد !!. وإن كان العكس استنكرتم : كلَّ تحديثٍ للقديم..
أو : الإتيان بالجديد المحض، متذرعين بأنَّ الشأن الديني لا يحتمل إعادة نظر، وهو في مُلاحقةِ الجديد أعجز، بل وأبعد عن الواقع وتطوراته !!.. ﴿... فبأي حديث بعده يُؤمنون ﴾(١)؟؟.
أم هو ولع الاعتراض، بل قل داء الانتقاص من الدين المتين!. ﴿.. سبحانك هذا بُهتانٌ عظيم ﴾(٢)
ولعلي لست بحاجةٍ إلى إطلاق العبارات الوعظيِّة، أو الخطابية لكي أقول : ديننا كذا.. وكيت.
بل الذي يتوجّب على مثله هو متابعة الأحكام : ببصيرةٍ، وفكرٍ مستنير، وروحٍ علميّةٍ بحثِيَّة، وبحثٍ عن الحقيقةِ دون تحكيم العواطف، أو القناعات المُسْبقةِ. وحينئذٍ.. لن تُحجبَ الشمس في رائعة النهار.
والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.. والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الدكتور
محمَّد محروس المُدَرِس
الأعظمي
الأعظميَّة - محلة - ٣١٤ / زقاق - ٨٨ / دار-٤١.
هاتف البيت – ٤٢٢٥٢٥٣ و٤٢٢٨٦٦٩
هاتف المدرسة الوفائيَّة – ٨٨٧٩٧٢٣.
الآيات ذات الأحكام
القانونيّة في السورة

بسم الله الرحمن الرحيم

(١) الأعراف / ١٨٥.
(٢) النور / ١٦.


الصفحة التالية
Icon