الخطاب، يفهم كل منه بقدر ما رزقه الله من الفهم والعلم. "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون". فقانون الجاذبية هو مفتاح فهم أمثال الآيتين السابقتين من كتاب الله عز وجل، إلا أن الإشارة الى القانون فى تلك الآيات الكريمة إشارة عامة من ناحية الوصفية!. ص _٠١٧
وهاك شرحه كذلك لظاهرة طبيعية أخرى. الأمطار: أما العوامل المسببة للأمطار- ومحورها كما رأيت الكهربائية الجوية- فقد أشير إليها إشارات واضحة فى أكثر من آية من تلك الآيات الكريمة آية الحجر: " وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين ". ومفتاح هذه الآية الكريمة هو ترتيب إنزال الماء لسقيا الناس- على إرسال الرياح لواقح. والناس يحملون وصف الرياح باللواقح على أنها لواقح للزرع والشجر، وهذا منهم إغفال للنصف الثاني من الآية، إذ لو كان ما ذهبوا إليه هو المراد، لترتب عليه إزكاء الزرع، وإخراج الثمر للناس يأكلونه، لا إنزال الماء من السماء يشربونه. أما وقد رتب الله على إرسال الرياح لواقح إنزال الماء من السماء يسقاه الناس فقد تحتم أن يكون للواقح معنى آخر غير معنى تلقيح الزرع، ويكون مع ذلك من ناحية شبيهاً بلقاح الأحياء، من زروع وحيوان، ومن ناحية أخرى يكون بينه وبين نزول اناء ما بين العلة والمعلول، أو السبب والمسبب. وما عليك إلا أن تذكر ما قدمنا لك عن تكاثف السحاب مطراً، وعن إثر كهربائيته فى ذلك التكاثف، وأثر الرياح فى تمهيد سبل الاتحاد بين كهربائية وكهربائية فى سحاب وسحاب، لتعلم أن المراد من وصف الرياح بأنها "لواقح" ليس هو الإشارة الى أثرها فى الجمع بين طلع أعضاء التذكير، وبويضات التأنيث فى النبات، ولكن هو الإشارة الى أثرها فى الجمع بين الكهربائية الموجبة والكهربائية السالبة فى السحاب. فالملاقحة هنا بين قطيرات و قطيرات او به سحاب وسحاب لا بين زهر وزهر!! والشبه تام بين هذا التلقيح النباتي، وذلك