وقال الكلبي : إن ناساً من علماء اليهود كانوا ذا حظ من علم التوراة، فأصابتهم سنة، فأتوا كعب بن الأشرف يستميرونه، أي : يطلبون منه الميرة - وهو الطعام -، فقال لهم كعب : هل تعلمون أن هذا الرجل رسول في كتابكم ؟ قالوا : نعم، أو ما تعلمه أنت ؟ قال : لا، قالوا : فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله، قال كعب : لقد قدمتم عليَّ، وأنا أريد أن أميركم وأكسوكم، فَحَرَمَكُم الله خيراً كثيراً، قالوا : فإنه شُبه لنا، فرُوَيْداً حتى نلقاه، فانطلقوا، فكتبوا صفة غير صفته، ثم أتوا نبيّ الله - عليه الصلاة والسلام - فكلموه، ثم رجعوا إلى كعب، فقالوا : قد كنا نرى أنه رسول الله، فأتيناه فإذا هو ليس بالنعت الذي نُعت لنا، وأخرجوا الذي كتبوه، ففرح كعب، ومارهم. فنزلت الآية. قلت : انظر الطمع، وما يصنع بصاحبه والعياذ بالله.
وقيل : نزلت في رجل أقام سلعته في السوق، وحلف لقد أعطى فيها كذا وكذا، وقيل : نزلت في الأشعث بن قيس، كانت بينه وبين رجل خصومة، فتوجهت اليمين على الرجل، فأراد أن يحلف. والله تعالى أعلم.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٣٧
الإشارة : قد أخذ الله العهد على الأرواح ألا يعبدوا معه غيره، ولا يميلوا إلى شيء سواه، فكل من مال إلى شيء، أو ركن بالمحبة إلى غير الله، فقد نقض العهد مع الله، فلا
٣٣٧
نصيب له في مقام المعرفة، ولا تحصل له مشاهدة ولا مكالمة حتى يثوب ويتوجه بكليته إلى مولاه. والله - تعالى أعلم.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٣٧