وقسم رابع : هم مذبذبون بين ذلك إذا لقوا أهل الخصوصية قالوا : آمنا وصدقنا فأنتم على الجادة، وإذا رجعوا إلى أهل التمرد من المنكرين - طعنوا وجحدوا، وقالوا : إنما كنا بهم مستهزئين، ﴿الله يستهزئ بهم﴾ بما يظهر لهم من صور الكرامات والاستدراجات، ويمدهم في تعاطي العوائد والشهوات، وطلب العلو والرئاسات، متحيرين في مهامه الخواطر والغفلات، ﴿أولئك الذي اشتروا الضلالة﴾ عن طريق الخصوص من أهل الوصول، ﴿بالهدى﴾ الذي كان بيدهم، لو حصل لهم التصديق والدخول، فما ربحوا في تجارتهم، وما كانوا مهتدين إلى بلوغ المأمول. قال بعض العارفين :(التصديق بطريقتنا ولاية، والدخول فيها عناية، والانتقاد عليها جناية). وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطريق.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٦١
٦٢
قلت :﴿استوقد﴾ يحتمل أن تكون للطلب، أو زائدة بمعنى أوقد، و ﴿لما﴾ شرطية، و ﴿ذهب﴾ جواب، وإذا كان لفظ الموصول مفرداً واقعاً على جماعة، يصح في الضمير مراعاة لفظه فيفرد، ومعناه فيجمع، فأفرد في الآية أولاً، وجمع ثانياً، ويقال : أضاء يضيء إضاءة، وضَاء يضُوء ضَوْءاً.