قلت :﴿أو﴾ للتنويع، أو بمعنى الواو، و ﴿الصيب﴾ : المطر، فَيْعِلٌ، من صاب المطر إذا نزل، وهو على حذف مضاف، أي : أو كذي صيب، وأصله : صيوب، كسيد،
٦٣
قلبت الواو ياء وأدغمت، ولا يوجد هذا إلا في المعتل كميت وهين وضيق وطيب.
و ﴿الرعد﴾ : الصوت الذي يخرج من السحاب، و ﴿البرق﴾ : النور الذي يخرج منه. قال ابن عزيز : رُوِيَ عن رسول الله ﷺ أنه قال :" إنَّ الله عزَّ وجلَّ ينشىءُ السَّحَابَ فَتنطِقُ أحْسَنَ النطْق، وتَضْحَكُ أحسَنُ الضحك، فنطقها الرعدُ، وضَحِكُها البَرْقُ " وقال ابن عباس :" الرعدُ مَلَكٌ يسوقُ السَّحابَ، والبرقُ سَوْطٌ مِنْ نُورٍ يَزْجُرُ بهِ السَّحَاب). هـ. والصواعق : قطعة من نار تسقط من المخراق الذي بيد سائق السحاب، وقيل : تسقط من نار بين السماء والأرض، والله تعالى أعلم.
يقول الحقّ جلّ جلاله : ومثل المنافقين أيضاً كأصحاب مطر غزير ﴿فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ﴾ وهدير أصابهم في ليلة مظلمة وقفراء مُدْلهمة. فيه ﴿بَرْقٌ﴾ يلمع، وصاعقة تقمع، إذا ضرب الرعد وعظم صوته جعلوا ﴿أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم﴾ من الهول والخوف حذراً من موت أنفسهم، وقد ماتت أرواحهم وقلوبهم، وإذا ضرب البرق كاد ﴿أن يخطف أبصارهم﴾، فإذا لمع أبصروا الطريق، و ﴿مشوا فيه، وإذا أظلم عيهم قاموا﴾ متحيرين حائدين عن عين التحقيق، ﴿وَاللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطُ﴾ [البُرُوج : ٢٠]. ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ﴾ بصوت ذلك الرعد، ﴿وَأَبْصَارِهِمْ﴾ بلمعان ذلك البرق، ﴿إن الله على كل شيء قدير﴾ لا يعجزه شيء.