جزء : ١ رقم الصفحة : ٧٦
ولما ذكر الحق تعالى شرف كتابه، ونفى وجد الريب عن ساحته، ثم دعا إلى توحيده، وبرهن على وجوده، بابتداء خلق العالم من عرشه إلى فرشه، وذكر كيفية ابتداء عمارته، خاطب بني إسرائيل ؛ لأنهم أهل العلم بالأخبار المتقدمة، وقد مسعوا هذه الأخبار نَبِي أُمِّي لم يُعْهَدْ بقراءةٍ ولا تعلم، فقامت الحجة عليهم، وتحققوا أنه من عند الله. وما منعهم من الإسلام إلا الحسد وحب الرئاسة، فلذلك أطال الحق الكلام معهم، تارةً يُقرِّعَهم على عدم الإيمان وما فعلوا مع أنبيائهم، وتارة يذكرهم النعم التي أنهم الله على أسلافهم.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٧٦
٧٧
قلت :﴿إسرائيل﴾ : هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل - عليهم الصلاة السلام - وهو اسم عجمي، وبنو تميم تقول :" إسرائين " بالنون، (وإسرا) بالعبرانية : عبد، و (إيل) : اسم الله تعالى، فمعناه : عبد الله، وبنو إسرائيل : هم أولاد يعقوب عليه السلام، و ﴿بعهدي﴾ من إضافة المصدر إلى فاعله، و ﴿بعهدكم﴾ إلى مفعوله، و ﴿إياي﴾ منصوب بفعل مضمر، يُقدر مؤخراً. أي : أياي ارهبوا فارهبون. وحذف مفعول ﴿ارهبون﴾ لرؤوس الآي وكذا قوله :﴿وإياي فاتقون﴾، والرهبة : خوف مع تحرُّز، و ﴿تكتموا﴾ : معطوف على ﴿تلبسوا﴾، أو منصوب بأن مضمرة بعد النهي، و ﴿أنتم تعلمون﴾ : جملة حالية.


الصفحة التالية
Icon