تَذَللْ لِمنْ تَهْوى فَلَيْسَ الهَوى سَهْلُ
إذا رَضِيَ المحْبُوبُ صَحَّ لكَ الوّصْلُ
وقولوا عند دخولكم الحضرة : شأننا حطة ؛ أي : شأننا السفليات دون العلويات، فالسلوك من باب السفليات واجب، وإلا فلا وصول، فكل مَن سلك من باب السفليات طهر من البقايا، وتكاملت فيه المزايا، فيصلح لدخول الحضرة، وينخرط في سلك أهل الشهود والنظرة، فيكون من المحسنين المقربين، فلا جرم أن الله يزيده ترقياً في العلوم والأسرار، في هذه الدار، وفي تلك الدار، بخلاف مَن خالف ما أمر به من سلوك طريق السفليات، وتعاطي الأمور العلويات، قبل كمال التربية ؛ فإنه يجرع إلى غم الحجاب، وسوء الحساب ؛ بسبب خروجه عن طريق الأحباب، وسلوكه طريق أهل الغفلة والارتياب، وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطريق.
جزء : ١ رقم الصفحة : ٨٩
قلت :﴿استسقى﴾ : طلب السقي، و " الـ " في ﴿الحجر﴾ للعهد، وهو الحجر الذي فرَّ بثوبه، أو حجر خفيف مربع مثل رأس الرجل، أُمر أن يحمله معه، فكان يضعه في مخلاته، فإذا احتاج الماء ضربه، قيل : كان من رخام، وقيل : كان كذَّان، كان فيه اثنتا عشرة حفرة، تنبع من كل حفرة عين ماء عذب، على عدد الأسباط، فإذا أراد حمله ضربه فجفّ الماء منه، وقيل : للجنس، فكان يضرب أيَّ حجر وجد، فتنفجر منه عيوناً، ثم تسير كل عين في جدول إلى سبط، فقالوا : إن أفضينا إلى أرض لا حجارة فيها عطشنا، فأوحى إليه : أن كلِّمْهُ يَطِعْك لعلهم يعتبرون.
و ﴿فَانْفَجَرَتْ﴾ معطوف على محذوف ؛ أي : فضرب فانفجرت، والعُثو : أشد الفساد، عَثَا يعثَوا عثواً، وعثى يعثِي عثِياً، وعاث يعيث عيثاً، و ﴿مفسدين﴾ : حال مؤكدة لعاملها، أو مقيدة، إن قلنا : إن العثو أعم من الفساد، لصدقه على القصاص، فإنه عثر غير فساد. انظر البيضاوي.
٩٠


الصفحة التالية
Icon