" اعتق رقبة " وقيل : نزلت في المقداد، مرَّ برجل في غنمه فأراد قتله، فقال : لا إله إلا الله، فقتله وظفر بأهله وماله، وقيل : القاتل : مُحلِّم بن جَثَامة، والمقتول : عامرُ بن الأضبط. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٨٦
الإشارة : يستقاد من الآية : الترغيب في خَصلتين ممدوحتين وخصوصًا عند الصوفية :
الأولى : التأني في الأمور والرزانة والطمأنينة، وعدم العجلة والخفة والطيش. وفي الحديث :" من تَأنَّى أصابَ أو كادَ، ومَن استعجَّلَ أخطَأ أو كَادَ " ولا يُقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه، ويفهم عن الله أنه مراد الله في ذلك الوقت.
والثانية : حُسْن الظن بعباد الله كافة، واعتقاد الخير فيهم، وعدم البحث عما اشتمل عليه بواطنهم، فقد قال عليه الصلاة والسلام :" أُمِرتُ أن أحكم بالظواهر والله يتولى السرائر " وقال لأسامة :" هلاّ شققت عن قلبه "، حين قَتَلَ من قال : لا إله إلا الله، أو لغيره. وفي الحديث :" خصلتان ليس فوقهما شيء من الخير : حُسن الظن بالله، وحُسن الظنِّ بعباد الله، وخصلتان ليس فوقهما من الشر شيء : سوء الظن بالله، وسوء الظن بعباد الله " والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٨٦
قلت :﴿من المؤمنين﴾ : حال من ﴿القاعدين﴾، و ﴿غير﴾ بالرفع : صفة للقاعدين، وبالنصب : حال، وبالجر : بدل من المؤمنين، و ﴿درجة﴾ : نصب على إسقاط الخافض، أو على المصدر، لأنه متضمن معنى التفضيل، أو على الحال، أي : ذوي درجة. و ﴿أجرًا عظيمًا﴾ : مصدر لفضَّل، لأنه بمعنى أجرًا، أو مفعول ثان لفضَّل، لأنه بمعنى أعطى، أي : أعطاهم زيادة على القاعدين أجرًا عظيمًا، و ﴿درجات﴾ وما بعده، كل واحد بدل من ﴿أجرًا﴾، و ﴿درجات﴾ : نصب على المصدر، كقولك : ضربته أسواطًا، و ﴿أجرًا﴾ : حال، تقدمت عليها ؛ لأنها نكرة و ﴿مغفرة ورحمة﴾ : على المصدر بإضمار فعلهما.
٨٧


الصفحة التالية
Icon