قال البيضاوي : وهذا ـ أي قوله :﴿إن يشأ يذهبكم...﴾ ـ أيضًا تقرير لغناه وقدرته، وتهديد لمن كفر وخالف أمره، وقيل : هو خطاب لمن خالف الرسول ﷺ من العرب، وهو معنى قوله :﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ [محمد : ٣٨] لما رُوِي : أنَّهَا لمَا نزلَت ضَربَ رَسولُ الله ﷺ يدَه على ظهر سَلمَان وقال) " إنّهم قَومُ هذا ". الإشارة : التقوى أساس الطريق ومنهاج أهل التحقيق، عليها سلك السائرون، وبها وصل الواصلون، وقد وصَّى بها الحق تعالى المتقدمين والمتأخرين، وبها قرّب المقربين وشرّف المكرمين. ولها خَمسُ درجاتٍ : أن يتقي العبد الكفر ؛ وذلك بمقام الإسلام، وأن يتقي المعاصي والمحرمات ؛ وهو : مقام التوبة، وأن يتقي الشبهات ؛ وهو مقام الورع، وأن يتق المباحات، وهو مقام الزهد، وأن يتقي شهود السَّوى والحس ؛ وهو مقام المشاهدة.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٠٩