جزء : ٢ رقم الصفحة : ١١٤
تَذَلَّل لمن تَهوَى لتكسِب عزَّةً
فَكَم عِزَّةٍ قَد نَالَهَا المَرءُ بالدُّلِّ
وبالله التوفيق.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١١٤
﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىا يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ...﴾
١١٥
قلت :﴿أن﴾ مخفف : نافية، فاعل نزّل، و ﴿يكفر﴾ و ﴿يُستهزأ﴾، حالان من الآيات، وضمير ﴿معهم﴾ : يعود على الكفار المفهوم من ﴿يكفر﴾، وضمير ﴿غيره﴾ ؛ يعود على الكفر والاستهزاء، وهما شيء واحد.
يقول الحقّ جلّ جلاله : في التحذير من مجالسة أهل الكفر والمعاصي :﴿وقد نزل عليكم﴾ يا معشر المسلمين في القرآن في سورة الأنعام، أنه ﴿إذا سمعتم آيات الله﴾ حال كونها ﴿يُكفَر بها ويُستَهزأ بها فلا تقعدوا معهم﴾ بل قوموا عنهم، إن لم تقدروا أن تنكروا عليهم، والآية التي في سورة الإنعام قوله تعالى :" وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِيا آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىا يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ " [الأنعام : ٦٨] الآية. فما داموا في الخوض فاعرضوا عنهم حتى يخوضوا في حديث غير الخوض، فإن جلستم معهم في حال الخوض فإنكم ﴿إذًا مثلهم﴾ في الإثم، إن لم ترضوا، أو في الكفر، إن رضيتم بخوضهم.
نزلت في قوم من المنافقين كانوا يجلسون إلى أحبار اليهود، فيسخرون من القرآن، ويكذبون به ويحرفونه، فنهى المسلمين عن مجالستهم، قال ابن عباس : ودخل في هذه الآية كُلُّ مُحدِث في الدين ومُبتدعٍ إلى يوم القيامةً. هـ.