قلت : جملة ﴿يُبين﴾ : حال، أي : جاءكم رسولنا مبينًا لكم، و ﴿على فترة﴾ : متعلق بجاء، أي : جاءكم على حين فترة وانقطاع من الوحي، و ﴿أن تقولوا﴾ : مفعول من أجله، أي : كراهية أن تقولوا.
يقول الحقّ جلَ جلاله :﴿يا أهل الكتاب﴾ ؛ اليهود والنصارى ﴿قد جاءكم رسولنا﴾ محمد ﷺ ﴿يُبين لكم﴾ ما اختلفتم فيه، أو ما كنتم من أوامر الدين، أو مطلق البيان. جاءكم ﴿على﴾ حين ﴿فترة من الرسل﴾ وانقطاع من الوحي، أرسلناه كراهية ﴿إن تقولوا﴾ يوم القيامة :﴿ما جاءنا من بشير ولا نذير﴾، فتعتذروا بذلك، ﴿فقد جاءكم بشير ونذير﴾ فلا عذر لكم، ﴿والله على كل شيء قدير﴾ فيقدر على الإرسال من غير فترة، كما في أنبياء بني إسرائيل ؛ فقد كان بين موسى وعيسى ألف نبي، وبينهما ألف وسبعمائة سنة، وعلى الإرسال على الفترة، كما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم. كان بينهما ستمائة سنة، أو خمسمائة سنة وتسع وستون سنة. قاله البيضاوي :
والذي في الصحيح : أن الفترة ستمائة سنة، وفي الصحيح أيضًا عنه ـ عليه الصلاة السلام ـ :" أنا أولى النَّاس بعِيسَى في الأُوَلى والآخرة وليس بَينَنَا نبي " وهو يرد ما حكاه الزمخشري وغيره : أَن بينهما أربعة أنبياء : ثلاثة من بني إسرائيل وواحد من العرب، وهو خالد بن سِنان العبسي ؛ لأن النكرة في سياق النفي تعم. قاله المحشي.
١٦٠


الصفحة التالية
Icon