أو يتصدقون في حال ركوعهم في الصلاة، حرصًا على الخير ومسارعة إليه، قيل : نزلت في علي ـ كرم الله وجهه ـ ؛ سأله سائل وهو راكع في الصلاة، فطَرح له خاتمه، وقيل : عامة، وذكر الركوع بعد الصلاة ؛ لأنه من أشرف أعمالها.
﴿ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا﴾، أي يتخذهم أولياء، ﴿فإن حزب الله هم الغالبون﴾ أي : فإنهم الغالبون، ووضع الظاهر موضع المضمر ليكون كالبرهان عليه، فكأنه قال : ومن يتول هؤلاء فهم حزب الله، وحزب الله هم الغالبون، وتنويهًا بذكرهم وتعظيمًا لشأنهم، وتعريضًا بمن يوالي غير هؤلاء. فإنه حزب الشيطان، وأصل الحزب : القوم يجتمعون لأمر حَزَبَهُم. قاله البيضاوي.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ١٨٨
الإشارة : محبة الحقّ تعالى لعبده سابقة على محبته له، كما أن توبته عليه سابقة لتوبته، قال تعالى :﴿يحبهم ويحبونه﴾، ﴿ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ﴾ [التّوبَة : ١١٨]، قال أبو يزيد رضي الله عنه : غلطت في ابتداء أمري في أربعة أشياء : توهمت أني أذكره وأعرفه وأحبه وأطلبه، فما انتهيت، رأيت ذكره سبق ذكري، ومعرفته تقدمت معرفتي، ومحبته أقدم من محبتي، وطلبه لي من قبل طلبي له. هـ.
وفي الحكم :" أنت الذاكر من قبل الذاكرين، وأنت البادىء بالإحسان من قبل توجه العابدين، وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين، وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبتنا من المستقرضين ".


الصفحة التالية
Icon