وقال شيخ شيوخنا سيدي عبد الرحمن الفاسي في حاشيته :﴿إنما التوبة على الله﴾ أي : إنما الهداية بعد الذلة، على الله ؛ لأنه الذي يُخلص من قَهْره بكرمه الفياض وبرحمته التي غلبت غضبه، كما قال تعالى :﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىَ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعَام : ٥٤]، ونبه على وقوع الذنب بهم قهرًا، ثم تداركهم بالهداية والإنابة، فضلاً على علمه بتربيتهم وتدريجهم لمعرفته بالعلم والحكمة بقوله :﴿وكان الله عليمًا حكيمًا﴾. هـ.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٢
﴿يَا أَيُّهَا ألَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَآءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ ُلِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ...﴾
قلت : أصل العضل : التضييق، يقال : عضلَت الدجاجة ببيضها إذا ضاقت، ثم أُطلق عُرفًا على منع المرأة من التزوج.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ لا يحل لكم أن تمنعوا النساء من النكاح لترثوا ما لهن ﴿كرهًا﴾. قال ابن عباس : كانوا في الجاهلية إذا مات الرجل، وله
٢٣