قال تعالى :﴿انظر كيف كذبوا على أنفسهم﴾ بِنفِي الشرك عنها بعد تحققها به ونظيره قوله :﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ﴾ [المجادلة : ١٨] ﴿وضل عنهم ما كانوا يفترون﴾ أي : غاب عنهم ما كانوا يعبدونه من الشركاء افتراء على الله.
الإشارة : من أحب شيئًا فهو عبد له، ويوم القيامة يتبرأ منه، ويرى وبال فتنته والاشتغال به، فينبغي لمن أراد السلامة من الفتنة، أن يُفرد محبته لله، ويتبرأ من كل ما سواه، ويُفرد وجهته لله، ولا يشتغل ظاهرًا ولا باطنًا إلا بما يقربه من الله ويبعده عما سواه وفي الحديث :" تَعِسَ عَبدُ الدِّينَارِ والدِّرهَمِ والخَمِيصَةِ، تَعِسَ وانتَكَسَ، وإذَا شِيكَ فلا انتَقَشَ ".
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٢٤٥
قلت :﴿مَنْ﴾ : لفظها مفرد ومعناها جمع، فيجوز في الضمير مراعاة اللفظ فيُفرد، كقوله هنا :﴿ومنهم من يستمع إليك﴾، ويجوز مراعاة المعنى فيجمع، كقوله في يونس :﴿وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ﴾ [يُونس : ٤٢]، والأكِنَّة : الأغطِية، جمع كنان، و ﴿أن يفقهوه﴾ : مفعول له ؛ أي : كراهية أن يفقهوه، و ﴿حتى﴾ : غاية، أي : انتهى التكذيب
٢٤٦
حتى وصلوا إليك يجادلونك، والجملة بعدها : إمَّا في محل جر بها ويجادلونك جواب لها، و ﴿يقول﴾ : تبيين لها، وإما لا محل لها ؛ فتكون ابتدائية. والأساطير : جمع أسطورة، أو أسطار ؛ جمع سَطر، فيكون جمع الجمع.


الصفحة التالية
Icon