يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿لهم دار السلام﴾ التي هي الجنة. والسلام اسم الحق تعالى، وأضافها إلى نفسه تعظيمًا لها، أو دار السلامة من المكاره، أو دار التحية ؛ ﴿تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ﴾ [إبراهيم : ٢٣ ؛ يونس : ١٠]، ﴿عند ربهم﴾ ذخيرة لهم عنده حين يقدمون عليه، لا يعلم كنهها غيره، أو في ضمانه وكفالته، ﴿وهو وليهمُ﴾ أي : مولاهم وناصرهم في الدارين، ﴿بما كانوا يعملون﴾ أي : بسبب أعمالهم، أي : تولاهم بسبب أعمالهم الصالحة، فيحفظهم في الدنيا، هم وذريتهم، ويحفظهم في الآخرة كذلك.
الإشارة : من هداه الله لطريق الخصوصية، واستعمله في الوصول إليها، ووصله إلى من يسيره إليها، فقد دخل دار السلام قبل موته، فللَّه جنتان ؛ جنة المعارف وجنة الزخارف، من دخل جنة المعارف لم يشتق إلى جنة الزخارف، لأن الله تولاه وأغناه عما سواه.
٣٠٧
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٠٧
قلت :﴿خالدين﴾ : حال مقدَّرة من الكاف، والعامل فيه :﴿مثواكم﴾، إن جعل مصدرًا، أو معنى الإضافة، إن جعل مكانًا.