جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣١٧
فمن أظلم ممن افترى على الله كذبًا} ؛ فنسب إليه تحريم ما لم يحرم، والمراد : كبراؤهم الأوائل كعمرو بن لحي وأمثاله، أي : لا أحد أظلم ممن كذب على الله، ﴿ليُضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين﴾ إلى مراشدهم، أو إلى ما ينفعهم.
الإشارة : ومن الأحوال ما تحمل صاحبها إلى مقام الحرية، بشهود الربوبية، فيغلب عليه العز والاستظهار، ومنها ما تحمله إلى مقام العبودية، فيغلب عليه الذل والإنكسار،
٣١٨
وإليه الإشارة بقوله :﴿حمولة وفرشًا﴾، فليتمتع المريد بما يظهر عليه منهما، ولا يتبع خطوات الشيطان فيتعدى طوره، ولا يعرف قدره.
وهذه الأحوال ثمانية أنواع : أربعة سفلية تناسب العبودية، وأربعة علوية تناسب الربوبية. فالإربعة السفلية : الذل، والفقر، والعجز والضعف. والأربع العلوية : العز، والغنى، والقدرة، والقوة. فمن أراد التعلق بهذه الأوصاف فليناد من كوة الذل : يا عزيز من للذليل سواك ؟، ومن كوة الفقر : يا غني من للفقير سواك ؟، ومن كوة العجز : يا قدير من للعاجز سواك ؟ ومن كوة الضعف : يا قوي من للضعيف سواك ؟، ير الإجابة طوع يديه، ومن أراد التحقيق بها، فليتحقق بذله يمده بعزه، وليتحقق بفقره يمده بغناه، وليتحقق بعجزه يمده بقدرته، وليتحقق بضعفه يمده بقوته، " تحقق بوصفك يمدك بوصفه ". وبالله التوفيق.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣١٧


الصفحة التالية
Icon