والحاصل : أن طلوع الشمس من مغربها يُغلق بعده بابُ التوبة ؛ فلا يقبل الإيمان من كافر، ولا التوبة من عاصٍ، وأما الإيمان المجرد عن العمل، إذا كان حاصلاً قبل ذلك اليوم، فإنه ينفع على مذهب أهل السنة، وكذلك العاصي بالبعض ينفعه بعض الذي كان يعمله، كالزاني مثلاً، إذا كان يصلي، فتنفعه صلاته ويعاقب على العصيان، وهكذا، والمنفي قبوله : إنما هو الخير المتروك قبل ذلك اليوم، فلا ينفع استدراكه بعد.
ثم قال تعالى :﴿قل انتظروا﴾ إتيان أحد الثلاثة ؛ الملائكة بعذابكم، أو أمر الله تعالى بإهلاككم، أو بعض آياته، ﴿إنا منتظرون﴾ ذلك، لنا الفوز وعليكم الويل.
الإشارة : ما ينتظر الغافلون والمنهمكون في اللذات والشهوات والإعراض عن الله إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم فجأة، فيموتون على الغفلة، فتنزل بهم الحسرة والندم، وقد زلت القدم بهم، أو يأتي أمر الله بطردهم والطبع على قلوبهم، فلا ينفعهم وعظ ولا تذكير، أو يأتي بعض آيات ربك ؛ مصيبة أو داهية تثقل قلوبهم عن التوجه إلى الله، وجوارحهم عن طاعة الله. فالغافل والعاصي بين هذه الثلاثة، إن لم يقلع ويتب. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٢٨


الصفحة التالية
Icon