الإشارة : إذا قامت القيامة تحققت الحقائق، وتميزت الطرائق، للخاص والعام، فيرتفع المقربون في أعلى عليين، ويبقى أهل اليمين في أسفل منازل أهل الجنة مع عوام المسلمين، فيتعلق عوامهم بخواصهم، فيقولون لهم : أنتم رددتمونا عن صحبة هؤلاء، وأنتم خذلتمونا عنهم، ثم يقولون : ربنا هؤلاء أضلونا عن صحبة هؤلاء المقربين، فآتهم حجابًا ضعفًا مما لنا، قال : لكل ضِعف من الحجاب، هم بتضليلهم لكم عن صحبتهم، وأنتم بتقليدكم لهم، ولكن لا تعلمون ما أعددت للمقربين حين صبروا على جفاكم، وتحملوا مشاق طاعتي ومعرفتي ؛ لأن كل آية في الكفر تجر ذيلها على أهل الغفلة من المؤمنين. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٥١
قلت :﴿سَمّ الخياط﴾ : عين الإبره، وفي السين : الفتح والكسر والضم، والخياط : ما يخاط به، على وزن حِزام، والتنوين في ﴿غواشٍ﴾ : للعوض عن الياء، عند سيبويه، وللصرف عند غيره.
٣٥٢
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿إنَّ الذين كذَّبوا بآياتنا واستكبروا﴾ عن : الإيمان بها، ﴿لا تُفتَّح لهم أبوابُ السماء﴾ ؛ لأدعيتهم وأعمالهم ؛ فلا تقبل، أو لا تفتح لأرواحهم إذا ماتوا، بل تغلق دونها إذا وصلت بها الملائكة إليها، فيطرحونها فتسقط من السماء، بخلاف أرواح المؤمنين ؛ تُفتح لهم أبواب السماء حتى يفضوا إلى سدرَة المنتهى. ﴿ولا يدخلون الجنة حتى يَلجَ﴾ أي : يدخل، ﴿الجمَلُ﴾ وهو البعير ﴿وفي سَمِّ الخِياط﴾ أي : في ثقب الإبرة، والمعنى : لا يدخلون الجنة حتى يكون ما لا يكون أبدًا، فلا يدخلون الجنة أبدًا، وقرأ ابن عباس ﴿الجُمل﴾، بضم الجيم وسكون الميم، وهو حبل السفينة، الذي جُمِعَ بعضُه إلى بعض حتى صار أغلظ ما يكون.


الصفحة التالية
Icon