جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٦٦
قلت :﴿آية﴾ : حال، والعامل فيها : الإشارة، و ﴿بيوتًا﴾ : حال من الجبال.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿و﴾ أرسلنا ﴿إلى ثمود﴾ ؛ قبيلة أخرى من العرب، سُموا باسم أبيهم الأكبر : ثمود بن غابر بن إرم بن سام، وقيل : سُموا به ؛ لقلة ما بهم من التثميد، وهو الماء القليل، وكانت مساكنهم الحجرَ، بين الحجاز والشام إلى وادي القرى، وقد دخلها رسول الله ﷺ وأصحابه، فقال لهم ﷺ :" لاَ تدخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ المُعَذَّبِينَ إلاَّ أن تَكُونُوا بَاكِينَ ؛ مخافة أن يُصيبَكم مِثلُ مَا أصَابَهُم ". أرسلنا إليهم ﴿أخاهم صالحًا﴾، وهو صالح بن عُبَيد بن أسف بن ماسَح بن عبيد بن حاذر بن ثمود. وقال وهب بن منبه : بعث الله صالحًا حين راهق الحلم. وقال الكواشي : أنه مات ابن ثمان وخمسين سنة، وأقام في قومه ينذرهم عشرين. هـ.
﴿قال يا قوم اعبدوا ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم﴾ ؛ معجزة ظاهرة الدلالة على صحة نبوتي، وهي :﴿هذه ناقة الله لكم آية﴾ ؛ لأنها جاءت من عند
٣٦٩
الله بلا وسائط وأسباب، على ما سيأتي، ﴿فذروها﴾ أي : اتركوها، ﴿تأكل في أرض الله﴾ العشب، ﴿ولا تمسوها بسوء﴾، نهى عن المس، الذي هو مقدمة الإصابة بالسوء الجامع لأنواع الأذى ؛ مبالغةً في الأمر وإزاحة للعذر. قاله البيضاوي. ﴿فيأخذكم﴾ إن مستموها بسوء ﴿عذاب أليم﴾، وهو الهلاك بالصيحة.
﴿
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٦٩
واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوّأكم﴾
أي : هيأ لكم القرار ﴿في الأرض﴾ أي : أرض الحجاز، ﴿تتخذون من سهولها قصورًا﴾ أي : تبنون مما انبسط منها قصورًا، فالسهل ضد الجبل، ﴿وتنحتون الجبال بيوتًا﴾ أي : تنجُرون بيوتًا من الجبال، وكانوا يسكنون القصور في الصيف والجبال في الشتاء. ﴿فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين﴾ بالمعاصي والكفر.


الصفحة التالية
Icon