في جماعة، ومنع الناس من الإيمان : ذُؤاب بن عمرو، والحباب صاحب أصنامهم، ورباب كاهنهم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٦٩
فمكثت الناقة مع ولدها ترعى الشجر، وترد الماء غِبًّا، فما ترفع رأسها من البئر حتى تشرب كل ما فيها، ثم تنفحج، فيحلبون ما شاؤوا حتى تمتلىء أوانيهم، فيشربون ويدخرون، وكانت تصيف بظهر الوادي فتهرب منها أنعامهم إلى بطنه، وتشتو ببطنه فتهرب مواشيهم إلى ظهره ؛ فشق ذلك عليهم، فزينت عقرها لهم " عنيزة أم غنم " وصدقة بنت المختار، فعقروها واقتسموا لحمها، وعاقرها : الأحمر، واسمه قدار " استعان برجل آخر، فلما شربت أختبأ لها في جانب تل، فضربها صاحبه بالسهم، وعقرها قدار بسيفه، واقتسموا لحمها، فرقى ولدها جبلاً اسمه : قارة، فرغى ثلاثًا، ودخل صخرة أمه، فقال لهم صالح عليه السلام : أدركوا الفصيل، عسى أن يرفع عنكم العذاب، فلم يقدروا عليه حيث دخل الصخرة بعد رغائه، فقال لهم صالح عليه السلام : تصبح وجوهكم غدًا مصفرة، وبعد غد محمرة، واليوم الثالث مسودة، ويصبحكم العذاب، فلما رأوا العلامات طلبوا أن يقتلوه، فأنجاه الله إلى أرض فلسطين. ولما كان ضحوة اليوم الرابع : تحنطوا وتكفنوا بالأنطاع، فأتتهم صيحة من السماء فتقطعت قلوبهم فهلكوا.
﴿فتولّى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحتُ لكم ولكن لا تُحبون الناصحين﴾، ظاهره : أن توليته عنهم بعد أن أبصرهم جاثمين ؛ ولعله خاطبهم به بعد هلاكهم، كما خاطب رسول الله ﷺ أهل قليب بدر، وقال لهم :" قد وَجَدنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًا، فَهَل وَجَدتُم مَا وَعَدَ رَبُّكُم حَقًا ؟ " أو ذَكَرَ ذلك على سبيل التحسّر عليهم. قاله البيضاوي.