وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً}
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾، بالخنق أو بالنخع أو بالجرح، الذي يؤدي إلى الموت، أو بالإلقاء إلى التهلكة. وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال :( بعثني رسول الله ﷺ في غَزوة ذَات السَّلاَسِلِ، فأجنَبتُ في لَيْلَة بَارِدَة، فَأشْفَقْتُ على نفسي وصَليْتُ بأصحَابِي صَلاة الصُبح بالتيمم. فلَمّا قَدِمتُ ذَكَرتُ ذلك لرسول الله ﷺ، فقال :" يا عَمرُو صلَّيتَ بأصحَابِكَ وأنت جُنُب ؟ " قلت : نعم يا رسول الله، أشفيتُ إن اغتسلتُ أن أهلك، فذكرت قوله تعالى :﴿لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا﴾، فضحك النبي ﷺ، ولم يقل شيئاً).
٣٦
أو : ولا تقتلوا إخوانكم في الإسلام، فإن المؤمنين كنفس واحدة. قال البيضاوي : جمع في التوصية بين حفظ النفس والمال ـ الذي هو شقيقها من حيث إنه سبب قوامها ـ استبقاء لهم. هـ.
وإنما نهاكم عن قتل أنفسكم رأفة، ورحمة بكم، ﴿إن الله كان بكم رحيمًا﴾، فقد أمر بني إسرائيل بقتل أنفسهم، وأنتم نهاكم عنه. ﴿ومن يفعل ذلك﴾ القتل. أو جميع ما سبق من المحرمات ﴿عدوانًا وظلمًا﴾، أي : إفراطًا في التجاوز عن الحد، وإتيانًا بما لا يستحق، أو تعديًا على الغير وظلمًا على النفس، بتعريضها للعقاب، ﴿فسوف نصليه نارًا﴾ أي : نحرقه ونشويه فيها. ﴿وكان ذلك على الله يسيرًا﴾.