يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿وقالوا﴾ أي : فرعون وقومه :﴿مهما تأتنا به من آيةٍ﴾، وإنما سموها آية على زعم موسى، لا لاعتقادهم، ولذلك قالوا :﴿لتسحرنا بها﴾ أي : لتسحر بها أعيينا وتشبه علينا، ﴿فما نحن لك بمؤمنين﴾. وهذا من عظيم عتوهم وانهماكهم في الكفر.
قال تعالى :﴿فأرسلنا عليهم الطوفانَ﴾ وهو مطر شديد نزل بهم مع فيض النيل، حتى هدم بيوتهم وكادوا يهلكون، وامتنعوا من الزراعة، وقيل : الطاعون، وقيل : الجدري، وقيل الموتان، ﴿والجراد﴾ وهو المعروف، أكل زروعهم وثمارهم، حتى أكل ثيابهم وأبوابهم وسقف بيوتهم، ﴿والقُمَّلَ﴾ قيل : أولاد الجراد قبل نبات أجنحتها، وقيل : البراغيث، وقيل السوس، والتحقيق : أنه صغار القراد، دخل ثيابهم وشعورهم ولحاهم، وقرىء :" القَملَ " بفتح القاف وهو القمل المعروف، دخل ثيابهم وامتلأت منها، ﴿والضفادعَ﴾، وهي المعروفة، كثرت عندهم حتى امتلأت بها فروشهم وأوانيهم، وإذا تكلم أحدهم وثب الضفدع إلى فيه. ﴿والدمَ﴾ صارت مياههم دمًا، فكان يستسقي من البئر القبطي والإسرائيلي في إناء واحد، فيخرج ما يلي القبطي دمًا، وما يلي الإسرائيلي ماء.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٨٥


الصفحة التالية
Icon