ومن ذلك مما في التوراة أيضًا : أن الرب ـ تعالى ـ جاء من طور سيناء، وطلع على " ساغين "، وظهر من جبل فاران، ويعني طور سيناء : موضع مناجاة موسى، وساغين موضع عيسى، وفاران هي مكة، موضع مولد نبينا محمد ﷺ، وفي التوراة أيضًا : أن هاجر أم إسماعيل لما غضبت عليها سارة، تراءى لها ملكٌ، فقال لها : يا هاجر، أين تريدين، ومن أين أقبلتِ ؟ فقالت : أهرب من سيدتي سارة، فقال لها : يا هاجر، ارجعي إلى سارة، وستحملين وتلدين ولدًا اسمه إسماعيل، وهو يكون عَين الناس، وتكون يده فوق الجميع، وتكون يد الجميع مبسوطة إليه بالخضوع. هـ.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٣٩٨
وهذا الذي وعدها الملك إنما ظهر بمبعث النبي ﷺ وظهور دينه وعلو مكانه، ولم يكن ذلك لإسماعيل ولا لغيره من أولاده، لكن الأصل يشرف بشرف فرعه، وفي التوراة أيضًا : أن الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام : قد أجبت دعاءك في إسماعيل، وباركت عليه، وسيلد اثني عشر عظيمًا، وأجعله لأمة عظيمة. وفي بعض كتبهم : لقد تقطعت السماء من بهاء مُحمدٍ المحمود، وامتلأت الأرض من حمده، لأنه ظهر بخلاص أمته. هـ. ونص ما في الإنجيل : أن المسيح قال للحواريين : إني ذاهب عنكم، وسيأتيكم الفارقَليط، الذي لا يتكلم من قِبل نفسه، إنما يقول كما يقال له. هـ. والفارقليط بالعبرانية : اسم محمد ﷺ، وقيل معناه : الشافع المشفع.
٤٠١


الصفحة التالية
Icon