﴿والجار ذي القربى﴾ وهو جارك في السكنى وأخوك في النسبة، فيستحق عليك زيادة الإحسان. ﴿والجار الجنب﴾ : من جاورك من العوام فتنصحه وترشده، ﴿والصاحب بالجنب﴾ : من رافقك في أمر من العوام، كَسَفَرٍ وغيره، ﴿وابن السبيل﴾ : من نزل بأهل الخصوصية من الأضياف، فلهم حق الضيافة عليهم حسًّا ومعنًى، ﴿وما ملكت أيمانكم﴾ : ما لكم تصرف عليهم الأهل والبنين والإماء والعبيد، فتقربونهم إلى حضرة الملك المجيد. ثم أمرهم بالتواضع والإقبال على الخاص والعام. فقال :﴿إن الله لا يحب مَن كان مختالاً فخورًا﴾. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٣
٤٥
قلت :﴿الذين﴾ بدل مِن :" مَن كان "، أو منصوب على الذم، أو مرفوع عليه، أي : هم. أو مبتدأ حذف خبره، أي : نعذبهم عذابًا مُهينًا، أو أحقاء بكل ملامة، و ﴿الذين ينفقون﴾ : عطف على الأولى، أو مبتدأ حُذف خبره، أي : الشيطان قرينهم. والبخل فيه لغتان : البُخل والبَخَل بحركتين.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿الذين يبخلون﴾ بأموالهم على أقاربهم وجيرانهم، ﴿ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله﴾ من الغنى، فيظهرون القلة والعيلة، أو يكتمون العلم بصفة النبي ﷺ، هم أحقاء بكل لوم وعتاب. ﴿وأعتدنا للكافرين﴾ منهم ﴿عذابًا مُهينًا﴾ يهينهم ويخزيهم، نزلت في اليهود، كانوا يقولون للأنصار : لا تنفقوا أموالكم، فإنا نخشى عليكم الفقر، وكتموا صفته ـ عليه الصلاة والسلام ـ وَوَضعَ الظاهر موضع المضمر كأنه يقول : وأعتدنا لهم، إشعارًا بأن مَن هذا شأنه فهو كافر بنعمة الله تعالى، ومن كفر بنعمة الله وأهانها استحق عذابًا مهينًا.


الصفحة التالية
Icon