الإشارة : والله ما ربح من ربح، إلا بالأدب والتعظيم، وما خسر من خسر إلا من فقدهما. قال بعضهم :" اجعل عملك ملحًا، وأدبك دقيقًا ". وآداب الظاهر عنوان آداب الباطن، ويظهر الأدب في حسن الخطاب، ورد الجواب، وفي حسن الأفعال، وظهور محاسن الخلال. والله تعالى أعلم.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٥١
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ياأيها الذين أوتوا الكتاب﴾ من اليهود ﴿آمنوا بما نزلنا﴾ من القرآن ﴿مصدقًا لما معكم﴾ من التوراة ﴿من قبل أن نطمس وُجُوهاً﴾ أي : نغير صُورها ونمحو تخطيط أشكالها، فلا تبقى عين ولا أنف ولا حاجب، ﴿فنرُدها على﴾ هيئة ﴿أدبارها﴾ من الأقفاء، أو ننكسها إلى ورائها في الدنيا، ﴿أو نلعنهم﴾ أي : نخزيهم بالمسخ، ﴿كما لعنَّا أصحاب السبت﴾، فمسخناهم قردة وخنازير، ﴿وكان أمر الله مفعولاً﴾، لا مرد له، ولعله كان مشروطاً بعدم إيمان بعضهم، أو يراد بطمس الوجوه ما يكسوها من الذلة والصغار. ويراد باللعن حقيقته، أي : نلعنهم على لسانك كما لُعنوا على لسان داود وعيسى ابن مريم.
٥٢