﴿وما نَقَمُوا﴾ أي : وما عابوا وكرهوا ﴿إلا أن أغناهم الله ورسولُهُ من فضله﴾ الذين حقهم أن يشكروا عليه، وذلك أن اكثر أهل المدينة كانوا محاويج، في ضَنَكٍ من العيش، فلما قَدِمَهم رسول الله ﷺ استغنوا بالغنائم، وقُتِلأ للجُلاَس مولى، فأمر رسول الله ﷺ بدينه اثنى عشر ألفاً، فأُعطيت له، فاستغنى.
﴿
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٩٨
فأن يتوبُوا يَكُ خيراً لهم﴾
، وهذا حمل الجلاس على التوبة، والضمير يعود على الرجوع المفهوم من التوبة، ﴿وإن يتولوا﴾ عنك ؛ بالإصرار على النفاق، ﴿يعذبهم الله عذاباً أليماً في الدنيا والآخرة﴾ ؛ بالقتل والنار، ﴿وما لهم في الأرض من وليِّ ولا نصير﴾ ينجيهم من العذاب.
الإشارة : كفار الخصوصية على القسمين : قسم أظهروا الإنكار على أهلها، وقسم أبطنوه وأظهروا الوفاق، ففيهم شبه بأهل النفاق، فينبغي الإعراض عن الجميع، والاشتغال بالله عنهم، وهو جهادهم والإغلاظ عليهم، فعداوة العدو حقاً هو اشتغالك بمحبة الحبيب حقاً. وقد تَصْدر عنهم في جانب أهل الخصوصية مقالات ثم ينكرونها، وقد يَهمُّوا بما لم ينالوا من إذايتهم وقتلهم، لو قدروا. والله يتولى الصالحين.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٩٨


الصفحة التالية
Icon