ثم فسرهم بقوله :﴿الذين آمنوا وكانوا يتقون﴾، فمن جمع بين الإيمان والتقوى فهو ولي ـ أعني الولاية العامة ـ وسيأتي بقية الكلام في الإشارة إن شاء الله، ﴿لهم البُشْرَى في الحياةِ الدنيا﴾ وهو ما بشّر به المتقين في كتابه، على لسان نبيه ﷺ من الحفظ والعز والكفاية، والنصر في الدنيا وما يثيبهم به في الآخرة، أو ما يريهم من الرؤيا الصالحة يراها أو تُرى له. رُوي ذلك عن رسول الله ﷺ، أو محبة الناس للرجل الصالح، أو ما يتحفهم به من المكاشفات، أو التوفيق لأنواع الطاعات، أو بشرى الملائكة عند النزع، أو رؤية المقعد قبل خروج الروح، ﴿وفي الآخرة﴾ هي الجنة أو تلقي الملائكة إياهم عند الحشر بالبشرى والكرامة.
﴿لا تبديل لكلماتِ الله﴾ أي : لا تغيير لأقواله، ولا اختلاف لمواعيده، واستدل ابن عمر بالآية على أن القرآن لا يقدر أحد أن يُغيره، ﴿ذلك هو الفوز العظيم﴾ الإشارة إلى كونهم مبشَّرين في الدارين، أو لانتفاء الخوف والحزن عنهم مع ما بُشروا به، والله تعالى أعلم.
١٧٢


الصفحة التالية
Icon