فَضْلَهُمْ لمَكَانِك الذي جَعَلَك اللَّهُ مِنْهُمْ، أرأيت إخواننا من بَني المُطَّلِب، أعْطَيْتَهُمْ وحَرَمْتَنَا، وإنَّما نَحنُ وَهُمْ بمَنْزِلَةٍ وَاحِدةٍ ؟ فَقَالَ عليه الصلاة والسلام :" إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونَا في جَاهِلِيَّةٍ ولا إٍسْلاَم " وشَبَّكّ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. وقيل : بنو هاشم وحدهم. قلت : وهو مشهور مذهب مالك وقيل : جميع قريش. هـ.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٠
ثم قال تعالى :﴿إنْ كنتم آمنتم بالله﴾، أي : إن كنتم آمنتم بالله فاعلموا أنه جعل الخمس لهؤلاء، فسلموه إليه، واقنعوا بالأخماس الأربعة، ﴿وما﴾ وكذا إن كنتم آمنتم بما ﴿أنزلنا على عبدنا﴾ محمد ﷺ من القرآن، في شأن الأنفال، ومن النصر والملائكة، ﴿يوم الفرقان﴾ ؛ يوم بدر، فإنه فرّق فيه بين الحق والباطل، ﴿يوم التقى الجمعان﴾ ؛ المسلمون والكفار، ﴿والله على كل شيء قدير﴾ ؛ فيقدر على نصر القليل على الكثير، بالإمداد بالملائكة، وبلا إمداد، ولكن حكمته اقتضت وجود الأسباب والوسائط، والله حكيم عليم. الإشارة : واعلموا أنما غنمتم من شيء من العلوم اللدنية، والمواهب القدسية، والأسرار الربانية، بعد مجاهدة العلائق والعوائق، حتى صار دين القلب كله لله، فللَّه خمسه ؛ فناء، وللرسول ؛ بقاءً، ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ؛ تعظيماً وآداباً. يعني : أن العلم بالله يقتضي بهذه الوظائف : الفناء في الله، بالغيبة عما سواه، وشهود الداعي الأعظم، وهو رسول الله، والأدب مع عباد الله، ليتحقق الأدب مع الله. ثم تعالى أعلم بأسرار كتابه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٠


الصفحة التالية
Icon