﴿هو الذي يُريكم البَرق خوفاً وطمعاً﴾ أي : خوفاً مما ينشأ عن البرق من الصواعق والأمور الهائلة، وطمعاً في نزول الغيث الذي يكون معه غالباً، ﴿ويُنشئ﴾ أي : يخلق ﴿السحاب﴾ ؛ الغيم المسْحب، ﴿الثِّقال﴾ : المثقل بالمطر الحاملة له، ﴿ويُسبحُ الرعدُ بحمده﴾ أي : متلبساً بحمده. أو : يدل الرعد بنفسه على وحدانيته تعالى وكمال قدرته ملتبساً بالدلالة على كمال فضله، ونزول رحمته. وعن ابن عباس رضي الله عنه : سُئل النبي ﷺ عن الرعد ؛ فقال :" مَلَكٌ مَوَكَّلُ بالسَّحابِ، له مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ السَّحَاب ". ﴿و﴾ تسبح أيضاً ﴿الملائكة من خِيفَته﴾ أي : من خوفه وإجلاله، ﴿ويُرسل الصواعقَ﴾ ؛ نار تنزل من السماء وقت ضرب الرعد، ﴿فيصيب بها ما يشاء﴾ فيهلكه ﴿وهم يجادلون في الله﴾ أي : الكفار، حيث يكذبون رسوله فيما يصفه به من كمال العلم والقدرة، والتفرد بالألوهية، وبعث الناس وحشرهم للمجازاة، ﴿وهو شديد المِحَال﴾ أي :
٣٢٦
شديد المكر بأعدائه، الذين أرادوا أن يمكروا بنبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٢٦
رُوي أن عامر بن الطُفَيل وأرْبَدَ بن ربيعة وفدا على رسول الله ﷺ قاصدين لقتله، فأخذ عامر بالمجادلة مع سيدنا رسول الله ﷺ ليشغله، ودار أرْبَدُ من خلفه ؛ ليضربه بالسيف، فتنبه له الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقال :" اللَّهُمَّ اكفنيهما بِمَا شِئتَ "، فأرسل الله على أرْبد صاعقة فقتلته، ورُمي عامرٌ بغدة، فمات في بيت امرأة سلُوليَّة، فكان يقول : غُدة كغُدَّة البعير، وموت في بيت امرأة سلُولِيَّة! فنزلت الآية من أولها، وهو قوله :﴿له معقبات... ﴾ إلخ، على قول.


الصفحة التالية
Icon