﴿يُثبت اللهُ الذين آمنوا بالقول الثابت﴾ وهو : لا إله إلا الله، أو كل ما يثبت في القلب، ويتمكن فيه من الحق، بالحجة الواضحة، ﴿في الحياة الدنيا﴾ مدة حياتهم، فلا يزالون إذا افتتنوا في حياتهم، أو عند موتهم، وهي حسن الخاتمة، ﴿وفي الآخرة﴾ عند السؤال، فلا يتلعثمون إذا سُئلوا عن معتقدهم في القبر، وعند الموقف، فلا تدهشهم أهوال القيامة. رُوي أنه ﷺ ذكر قبض روح المؤمن فقال :" ثُمَّ تُعَادُ رُوحه في جَسَدِهِ، فَيَأتيهِ مَلَكانِ، فيُجْلِسَانهِ فِي قَبْرهِ، ويَقُولاَنِ لَه : مَنْ رَبُّكَ، وَمَا دِينُكَ، وَمَنْ نَبِيكَ ؟ فيقول : رَبي الله، ودِيني الإسْلاَمُ، ونَبيي محمد صلى الله عليه وسلم. فينادي مُنَادٍ من السَّماءِ : أنْ صَدَقَ عَبْدِي " فذلك قوله تعالى :﴿يُثَبِتُ اللهُ الذينَ أَمنُوا بِالقَولِ الثابتِ﴾. قلت : والقدرة صالحة لهذا كله. قال الغزالي : هو أشبه شيء بحال النائم.
٣٧٠
﴿ويُضِلُّ اللهُ الظالمين﴾ الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والتقليد، فلا يهتدون إلى الحق، ولا يثبتون في مواقف الفتن. ﴿ويفعلُ الله ما يشاء﴾ ؛ من تثبيت بعض، وإضلال آخرين، من غير اعتراض عليه، ولا تعقيب لحكمه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٦٩


الصفحة التالية
Icon