وأرسلنا رياح الهداية لواقح، تلقح الطمأنينة والمعرفة في قلوب المتوجهين، وتلقح اليقين والتوفيق في قلوب الصالحين، وتلقح الإيمان والهداية في قلوب المؤمنين، فأنزلنا من ساء الغيب ماء العلم اللدني، فأسقيناكموه على أيدي وسائط الشيوخ، أو بلا واسطة، وما أنتم له بخازنين، بل يفيض على قلوبكم عند غلبة الحال، أو لهداية مريد، أو عند الاحتياج إليه عند استفتاح القلوب، وإنا لنحن نُحيي قلوباً بالمعرفة واليقين ونميت قلوباً بالجهل والكفر، ونحن الوارثون ؛ لبقاء انوارنا على الأبد. ولقد علمنا المستقدمين منكم إلى حضرة قدسنا بالاستعداد، وإعطاء الكلية من نفسه، ولقد علمنا المستأخرين عنها بسبب ضعف همته، وإن ربك هو يحشرهم ؛ فيُقرب قوماً لسبقهم، ويبعد آخرين لتأخرين. إنه حكيم عليم.
٣٩٤
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٩٠
قلت : قال في الصحاح : الحَمأُ الْمسنُون : المنتنُ المتغير. وسُنَّةُ الوجه : صورته، ثم قال : والمسْنُونُ : المصَوَّرُ، وقد سَنَنتُهُ أَسُنُّه سَنَّا إذا صَوَّرتُه، والمسْنُونُ : المُملَّسُ. وفي القاموس : الحَمأُ المسْنُونُ : المنْتنُ، ورجُل مَسْنُونُ الوجه : مُمَلسُهُ، حَسنُهُ، سَهْلُهُ. أو في وَجْهِهِ وأنْفِهِ طُولٌ. وسنن الطين : عمله فخاراً. هـ. وفي ابن عطية : هو من سننت السكين والحجر : إذا أحكمت تلميسه. انطر بقية كلامه. وموضع ﴿من حمأ﴾ : نعت لصلصال، أي : كائن من حمأ. و (الجان) : منصوب بمحذوف يفسره ما بعده.


الصفحة التالية
Icon