ثم بيّن أن المعول على الله ونصرته، لا على السلاح والآلات بقوله :﴿هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين﴾، أي : قواك بقوته الأزلية، ونصرك بنصرته الأبدية، ووفق المؤمنين بإعانتك على عدوك. ثم بيّن سبحانه أن نصرة المؤمنين لم تكن إلا بتأليفه بين قلوبهم، وجمعهم على محبة الله ومحبة رسوله، بعد تباينها بتفريقة الهموم في أودية الامتحان، بقوله :﴿وألَّف بين قلوبهم﴾. وقال القشيري : الإشارة بقوله :﴿تُرهبون﴾ : إلى أنه لا يجاهد على رجاء غنيمةٍ ينالها، أو إشفاء صدر عن قضية حقد، بل قصده أن تكون
٤١
كلمة الله هي العليا. هـ.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٠
سمعت أن ذا النون المصري رضي الله عنه كان في غزو، وغلب المشركون على المؤمنين، فقيل له : لو دعوت الله، فنزل عن دابته وسجد، فهُزم المشركون في لحظة، وأُخذوا جميعاً، وأُسروا، وقُتلوا. وأيضاً : وأعدوا : أي اقتبسوا من الله قوة من قوى صفاته لنفوسكم حتى يقويكم في محاربتها. قال أبو علي الروذباري، في قوله :﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة﴾، فقال : القوة هي الثقة بالله، قيل ظاهر الآية : إنه الرمي بسهام القِسي. وفي الحقيقة : رمي سهام الليالي في الغيب ؛ بالخضوع والاستكانة، ورمي القلب إلى الحق ؛ معتمداً عليه، راجعاً إليه عما سواه. هـ.
ثم بيّن أن المعول على الله ونصرته، لا على السلاح والآلات بقوله :﴿هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين﴾، أي : قواك بقوته الأزلية، ونصرك بنصرته الأبدية، ووفق المؤمنين بإعانتك على عدوك. ثم بيّن سبحانه أن نصرة المؤمنين لم تكن إلا بتأليفه بين قلوبهم، وجمعهم على محبة الله ومحبة رسوله، بعد تباينها بتفريقة الهموم في أودية الامتحان، بقوله :﴿وألَّف بين قلوبهم﴾. وقال القشيري : الإشارة بقوله :﴿تُرهبون﴾ : إلى أنه لا يجاهد على رجاء غنيمةٍ ينالها، أو إشفاء صدر عن قضية حقد، بل قصده أن تكون
٤١
كلمة الله هي العليا. هـ.