يقول الحق جل جلاله :﴿ما كان لنبي أن يكونَ له أسرى﴾ يقبضها ﴿حتى يُثخِنَ﴾ أي : يبالغ ﴿في الأرض﴾ ؛ بالقتل حتى يذل الكفر ويقل حزبه، ويعز الإسلام ويستولي أهله. ﴿تُريدون﴾ بقبض الأسارى ﴿عَرَض الدنيا﴾ ؛ حطامها بأخذ الفداء منهم، ﴿والله يُريدُ الآخرة﴾ أي : يريد لكم ثواب الآخرة، الذي يدوم ويبقى، أو يريد سبب نيل الآخرة من إعزاز دينه وقمع أعدائه، ﴿والله عزيز﴾ يغلب أولياءه على أعدائه، ﴿حكيم﴾ يعلم ما يليق بكمال حالهم ويخصهم بها، كما أمر بالإثخان، ومَنَعَ مِنْ أخذ الفداء حين كانت الشوكة للمشركين، وخيَّر بينه وبين المنِّ لما تحولت الحال، وصارت الغلبة للمؤمنين.