الإشارة : كل ما دخل عالم التكوين لزمته القهرية والعبودية، فهو عاجز عن إصلاح نفسه، فكيف يصلح غيره ؟ ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه، فكيف يدفع عن غيره ؟ فارفع همتك، أيها العبد، إلى مولاك، وأنزل حوائجك كلها به دون أحد سواه، فكل ما سواه مفتقر إليه، والفقير المضطر لا ينفع نفسه، فكيف ينفع غيره ؟ والله يتولى هداك.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٠١
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿وإِن من قرية﴾ أي : أهلها، ﴿إلا نحن مُهلكوها قبلَ يوم القيامة﴾ ؛ بالموت والاستئصال، ﴿أو مُعذبوها عذابًا شديدًا﴾ ؛ بالقتل وغيره، ﴿كان ذلك في الكتاب﴾ ؛ في اللوح المحفوظ ﴿مسطورًا﴾ ؛ مكتوبًا. وقال في المستخرج : وإن من قرية إلا نحن مهلكوها ؛ الصالحة بالإفناء، والطالحةُ بالبلاء، أو معذبوها بالسيف ؛ إذا ظهر فيهم الزنى والربا. هـ. قال ابن جزي : رُوي أن هلاك مكة بالحبشة، والمدينة بالجوع، والكوفة بالترك، والأندلس بالخيل. ثم قال : وأما هلاك قرطبة وأشبيلية وطُليطلة وغيرها، فبأخذ الروم لها. هـ. قلت : قد استولى العدو على الأندلس كلها فهو خرابها. أعاد الله عمارتها بالإسلام. آمين.
وقال في حُسْن المحاضرة : وأخرج الحاكم في المستدرك عن كعب قال : الجزيرة آمنة من الخراب حتى تخرب أرمينية - والجزيرة أرض بالبصرة، وموضع باليمامة، لا جزيرة الأندلس - ثم قال : ومصر آمنة من الخراب حتى تخرب الجزيرة : والكوفة آمنة من
١٠٢