وجميع الآيات، خُلِقَ لهم. والخلق كلهم طُفيل لهم، ألا ترى الله يقول لحبيبه ﷺ :" لولاك ما خلقت الكون " ؟ ولهم كرامة الظاهر، وهي : تسوية خلقهم، وظرافة صورهم، وحسن نظرتهم، وجمال وجوههم، حيث خلق فيها السمع والأبصار والألسنة، واستواء القامة، وحسن المشي، والبطش، وإسماع الكلام، والتكلم باللسان، والنظر بالبصر، وجميع ذلك ميراث فطرة آدم، التي صدرت من حسن اصطناع صورته. الذي قال :﴿خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ [ص : ٧٥]، فنور وجوههم من معادن نور الصفة، وأنوار الصفات نوَّرت آدم وذريته، فتكون نورًا من حيث الصفات والهيئات، والحسن والجمال، متصفون متخلقون بالصفات الأزلية، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :" خلَقَ آدَم على صُورَتِهِ "، من حيث التخلق لا من حيث التشبيه. انظر تمامه. والحاصل أنه فضلهم بالخلْق والخلُق، وذلك يجمع محاسن الصورة الظاهرة والباطنة. هـ. قاله المحشي الفاسي.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٠٩
قلت : يجوز في ﴿أعمى﴾ - الثاني - : أن يكون وصفًا كالأول، وأن يكون من أفعل التفضيل، وهو أرجح ؛ لعطف " وأضل " عليه، الذي هو للتفضيل. وقال سيبويه : لا يجوز أن يقال : هو أعمى من كذا، وإنما يقال : هو أشد عمى، لكن إنما يمتنع ذلك في عمى البصر، لا في عمى القلب. قاله ابن جزي.
يقول الحقّ جلّ جلاله : واذكر ﴿يوم ندعو كلَّ أناس بإِمامهم﴾ ؛ بنبيهم. فيقال : يا أُمَّةَ فلان، يا أمة فلان، احضروا للحساب. أو : بكتاب أعمالهم، فيقال : يا صاحب الخير ويا صاحب الشر، فهو مناسب لقوله :﴿فمن أُوتي...﴾ الخ.


الصفحة التالية
Icon