اللفظين ؛ فإنهما عبارتان عن ذاتِ واحد، وإن اختلف الاعتبار، والتوحيد إنما هو للذات، الذي هو المعبود بالحق، وإما أنهما سيان في حسن الإطلاق والوصول إلى المقصود، فلذلك قال :﴿أَيَّا مَا تدعو﴾ ؛ أيَّ اسم تدعو به تصب، ﴿فله الأسماءُ الحسنى﴾ فيكون الجواب محذوفًا، دلَّ عليه الكلام. وقيل : التقدير أيًّا ما تدعو به فهو حسن، فوضع موضعه :﴿فله الأسماء الحسنى﴾ ؛ للمبالغة والدلالة على ما هو الدليل عليه ؛ إذ حسن جميع الأسماء يستدعي حسن ذَيْنِك الاسمين، وكونها حسنى ؛ لدلالتها على صفات الكمال من الجلال والجمال ؛ إذ كلها راجعة إلى حسن ذاتها، وكمالها ؛ جمالاً وجلالاً.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٣٢


الصفحة التالية
Icon