قال شيخ شيوخنا سيدي عبد الرحمن الفاسي : والذي يظهر من قوله :﴿ولولا إذ دخلت...﴾ الآية، ومن قوله :﴿يا ليتني لم أشرك...﴾ الآية، أنه إشراك بالله في عدم صرف المشيئة إليه، ودعوى الاستقلال بنفسه دونه، وقد قال وهب بن منبه :(قرأت في تسعين كتابًا من كتب الله أن من وَكل إلى نفسه شيئًا من المشيئة فقد كفر)، ثم شكه في البعث تكذيب بوعد الله، وهو كفر صراح. هـ.
﴿ولولا إِذْ دخلتَ جنتك﴾ : بستانك، ﴿قلتَ ما شاء الله﴾ أي : هلاَّ قُلتَ عند دخولها :﴿ما شاء الله﴾ أي : الأمر ما شاء الله، أو ما شاء الله يكون، والمراد : تحضيضه
١٦٢
على الاعتراف بأنها وما فيها بمشيئة الله تعالى، إن شاء أبقاها، وإن شاء أخفاها، ﴿لا قوة إِلا بالله﴾ أي : لا قوة لي على عمارتها وتدبير أمرها إلا بمعونة الله وإقداره.


الصفحة التالية
Icon