ذلك العصر، أو إلهامًا، بعد أن كان التخيير موافقًا لشريعة ذلك النبي، ﴿قال﴾ ذو القرنين، لمن كان عنده : مختارًا للشق الأخير، وهو الدعاء إلى الإسلام :﴿أمّا من ظَلَم﴾ في نفسه، وأصرّ على الكفران، ولم يقبل الإيمان ﴿فسوف نُعذِبُه﴾ بالقتل. وعن قتادة : أنه كان يطبخ من كفر في القدور، ﴿ثم يُرَدُّ إلى ربه﴾ في الآخرة ﴿نُعَذِّبُهُ﴾ فيها ﴿عذابًا نُكْرًا﴾ ؛ منكرٌ فظيعًا، لم يُعهد مثله، وهو عذاب النار. وفيه دلالة ظاهرة على أن الخطاب لم يكن بطريق الوحي إليه، أي : حيث لم يقل :" ثم يرد إليك "، وأن مقاولته كانت مع النبي، أو مع من عنده من أهل مشورته.
﴿وأما مَنْ آمن﴾ بموجب دعوته ﴿وعَمِلَ﴾ عملاً ﴿صالحًا﴾ حسبما يقتضيه الإيمان ﴿فله﴾ في الدارين ﴿جزاء الحُسنى﴾، أي : المثوبة الحسنى، أو الفعلة الحسنى جزاء، على قراءة النصب، على أنه مصدر مؤكد للجملة، قُدِّم عليه المبتدأ ؛ اعتناءً، أو حال، أو تمييز. ﴿وسنقول له من أمرنا﴾ أي : مما نأمر به ﴿يُسْرًا﴾ : سهلاً ميسرًا، غير شاق عليه. والله تعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon