قلت :﴿مَطْلِعَ﴾ فيه لغتان : الكسر والفتح، و ﴿كذلك﴾ : خبر عن مضمر، أي : أمر ذي القرنين كما وصفنا لك، أو صفة مصدر محذوف لِوَجَد، أو ﴿نجعل﴾ أي : وجدا أو جعلا كذلك، أو صفة لقوم، أي : على قوم مثل ذلك القبيل، الذي تغرب عليهم الشمس في الكفر والحكم، أو صفة لستر، أي : سترًا مثل
١٩٤
ستركم.
يقول الحقّ جلّ جلاله :﴿ثم أَتْبَع﴾ ذو القرنين ﴿سببًا﴾ : طريقًا راجعًا من مغرب الشمس، موصلاً إلى مشرقها، ﴿حتى إِذا بلغ مَطْلِعَ الشمس﴾ أي : الموضع الذي تطلع عليه الشمس أولاً من معمورة الأرض، قيل : بلغه في اثنتي عشرة سنة، وقيل : في أقل من ذلك.
﴿وجدها تطْلُع على قوم﴾ عراة ﴿لم نجعلْ لهم من دونها سترًا﴾ من اللباس والبنيان، قيل : هم الزنج، وفي اللباب : قيل : إنهم بنو كليب، وقيل : إن بني كليب طائفة منهم، وهم قوم بآخر صين الصين، على صور بني آدم، إلاّ أنهم لهم أذناب كأذناب الكلاب، ووجوه كوجوه الكلاب، وأكثر قُوتِهم الحوت، ومَن مات منهم أكلوه، وملأوا موضع دماغه مسكًا وعنبرًا، وحبسوه عندهم ؛ تبركًا بآبائهم وأبنائهم. ثم قال : وليس لهم لباس إلا الجلود على عورتهم. هـ.


الصفحة التالية
Icon