الإشارة : إجابة الدعاء مشروطة بالاضطرار، قال تعالى :﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ [النَّمل : ٦٢] وفي الحِكَم :" ما طلَبَ لك شيءٌ مثلُ الاضطرار، ولا أسرع بالمواهب مثل الذلة والافتقار. فإذا اضطررت إلى مولاك، فلا محالة يجيب دعاك، لكن فيما يريد لا فيما تريد، وفي الوقت الذي يريد، لا في الوقت الذي تريد. فلا تيأس ولا
٢١٢
تستعجل ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة : ٢١٦]. فإذا رأيت مولاك أجابك فيما سألته، فاجعل كلامك كله في شكره وذكره، واستفرغ أوقاتك، إلا من شهود إحسانه وبره. وبالله التوفيق.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢١٠
قلت :﴿صبيًا﴾ : حال من مفعول ﴿آتيناه﴾، و ﴿حنانًا﴾ و ﴿زكاة﴾ : عطف على ﴿الحُكْم﴾. و ﴿من لدنا﴾ : متعلق بمحذوف، صفة له مؤكدة لما أفاده التنوين من الفخامة الذاتية، أي : وآتيناه الحكم وتحنُّنًا عظيمًا واقعًا من جنابنا، أو شفقة في قلبه ورحمة على أبويه وغيرهما. قال ابن عباس :(ما أدري ما حنانًا إلا أن يكون تعطف رحمة الله على عباده). ومنه قولهم :" حَنَانَيْكَ "، مثل سعديْك، وأصله : من حنين الناقة على ولدها، و ﴿برًّا﴾ : عطف على ﴿تقيًّا﴾.


الصفحة التالية
Icon