التي كانوا يرجون أن تكون لهم عزًا، ضدًا للعز، أي : ذلاً وهوانًا ؛ لأنهم تعززوا بمخلوق بسخط الخالق، وقد قال ﷺ :" من طلب رضا المخلوق بمعصية الخالق عاد حامده من الناس ذامًّا " وتكون عونًا عليهم، وآلة لعذابهم، حيث تجعل وقود النار وحَصَب جهنم، أو تكون الكفرة ضدًا وأعداء للآلهة، كافرين بها، بعد أن كانوا يُحبونها كحب الله، ويعبدونها من دون الله، وتوحيد الضد ؛ لتوحيد المعنى الذي عليه تدور مضادتهم، فإنهم بذلك كشيء واحد، كقوله عليه الصلاة والسلام :" وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ ". وسب عبادتهم للأصنام تزيين الشيطان، وَفَاء بقوله :﴿لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ﴾ [الحِجر : ٣٩]، كما قال تعالى :﴿ألم تَرَ أنا أرسلنا الشياطينَ على الكافرين﴾ أي : سلطهم عليهم ومكنهم من إغوائهم، بقوله تعالى :﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ﴾ [الإسرَاء : ٦٤] الآية.