﴿ومن أناء الليل﴾ أي : ساعاته ﴿فسبِّح﴾ أي : صَلِّ، والمراد به المغرب والعشاء، وآناء : جمع " إنَى "، بالكسر والقصر، أو " أناء " بالفتح والمد. وتقديم المجرور في قوله تعالى :﴿ومن آناء الليل فسبح﴾ ؛ لاختصاصها بمزيد الفضل، فإن القلب فيها أجمع، والنفس إلى الاستراحة أميل، فتكون العبادة فيها أشق، ولذلك قال تعالى :﴿إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً﴾ [المُزمّل : ٦]. ﴿و﴾ سبح أيضًا، ﴿أطراف النهار﴾ وهو تكرير لصلاتي الفجر والمغرب ؛ إيذانًا باختصاصهما بمزيد مزية. وجمع (أطراف) بحسب اللفظ مع أمن اللبس، أو يراد بأطراف النهار : الفجر والمغرب والظهر ؛ لأنها نهاية النصف الأول من النهار وبداية النصف الثاني، أو يريد التطوع في أجزاء النهار.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٣١٩
قلت : وإذا حملناه على التنزيه - وهو أن يقول : سبحان الله، أو : لا إله إلاّ الله، أو كل ما يدل على تنزيه الحق - يكون تخصيص هذه الأوقات بالذكر ؛ لشرفها. فقد
٣٢٠


الصفحة التالية
Icon