﴿يدعو﴾ أي : يعبد ﴿لَمَن ضَرُّهُ﴾ أي : الصنم الجامد الذي ضرره ﴿أقربُ من نفعه﴾. وقرأ ابن مسعود :" يدعو من ضره "، بحذف اللام. أو : ذلك هو الضلال البعيد يدعوه هذا المذبذب المنقلب على وجهه. قال ابن جزي : وهنا إشكال : وهو أنه تعالى وصف الأصنام بأنها لا تضر ولا تنفع، ثم وصفها بأن ضررها أكثر من نفعها، فنفى الضر ثم أثبته ؟ والجواب : أن الضر المنفي أولاً يُراد به ما يكون من فعلها، وهي لا تفعل شيئًا، والضر الثاني، الذي أثبته لها، يُراد به ما يكون بسببها من العذاب وغيره. هـ. ﴿لبئس المولى﴾ أي : الناصر، ﴿ولبئس العَشِيرُ﴾ أي : الصاحب. أو يدعو ويصرخ يوم القيامة، حين يرى استضراره بالأصنام، ولا يرى لها أثر الشفاعة، ويقول لِمَنْ ضره أقرب من نفعه : لبئس المولى هو ولبئس العشير. والله تعالى أعلم.
الإشارة : ومن الناس من يعبد الله على حرف ؛ على طرف من الدين، غير متمكن فيه، فإنه أصابه خير، وهو ما تُسر به النفس من أنواع الجمال، اطمأن به، وإن أصابته فتنة، وهو ما يؤلم النفس وينغص عليها مرادها وشهوتها من أنواع الجلال، انقلب على وجهه. أو : ومن الناس من يعبد الله على طمع في الجزاء الدنيوي أو الأخروي، فإن أصابه خير فرح واطمأن به وإن أصابته فتنة سخط وقنط وانقلب على وجهه. أو : ومن الناس من يعبد الله ويسير إليه على حرف، أي : حالة واحدة، فإن أصابه خير ؛ كقوة
٣٩٩