جزء : ٤ رقم الصفحة : ٤٠٧
رُوِيَ أن الكعبة الشريفة بُنيت خمس مرات، إحداها : بنتها الملائكة، وكانت من ياقوتة حمراء، ثم رُفعت أيام الطوفان. والثانية : بناها إبراهيم عليه السلام، وقيل : إن جُرهم كانت بنتها قبله، ثم هدمت، ويدل عليه : التجاء عادٍ إليها، حين نزل بهم القحط. فأرسل الله عليهم الريح، وكان ذلك قبل إبراهيم عليه السلام، والثالثة : بنتها قريش، وقد حضرها رسول الله ﷺ قبل النبوة. والرابعة : بناها ابن الزبير، والخامسة : الحجاج.
ثم قال تعالى :﴿أن لا تُشرك﴾ أي : وقلنا له : ألا تشرك ﴿بي شيئًا﴾، بل خلص عملك في بنائها وغيره، من شوائب حظ النفس، عاجلاً وآجلاً، لا طَمَعًا في جزاء، ولا خوفًا من عقوبة، بل محبة وشكرًا وعبودية. قال القشيري : أي : لا تلاحظ البيت ولا بنيانك. هـ. وقيل : في الآية طعن على من أشرك من قُطَّان البيت، أي : هذا الشرط كان على أبيكم فمَنْ بعده وأنتم، فلم تقبلوه، بل أشركتم وصددتم وألحدتم، فاستحققتم التوبيخ والذم على سلوككم على غير طريق أبيكم.
﴿وطهِّرْ بيتيَ﴾ من الأصنام والأقذار، ﴿للطائفين﴾ به ﴿والقائمين﴾ للصلاة فيه، أو المقيمين فيه، ﴿والركَّع السجود﴾ أي : المصلين، جمعًا من راكع وساجد. والله تعالى أعلم.
٤٠٨